كل الاخبار الاخبار

حوار الأمين العام مع جريدة الوطن

*** حوار الأمين العام مع جريدة الوطن

أمين «الأعلى للثقافة»: نستبعد أى كتاب يسىء للمؤسسة العسكرية.. والوزير قال لى «عاوزين كوادر شابة»
حوار: رضوى هاشم

ذاكرت قوانين ولوائح المجلس الأعلى للثقافة قبل تولى المنصب».. هكذا بدأ الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، حواره لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه عكف فور علمه بترشيحه للمنصب على وضع خطة شملت المعوقات التى يعانى منها المجلس وطرح الحلول والمقترحات. وأكد «ربيع» أنه فور تولى المنصب اكتشف أن المجلس لم يكن به سوى «ماكينة تصوير واحدة».. وإلى نص الحوار؟

تعجب البعض من اختيارك لرئاسة المجلس الأعلى للثقافة، الذى يعتبر عقل الوزارة، وأنت أكاديمى شاب غير معروف فى الوسط الثقافى، ولم يكن لك نشاط فى المجلس؟

- لست بغريب عن المشهد الثقافى كما يتردد، فأنا مسئول اللجنة الثقافية العليا بجامعة عين شمس، وأستاذ مساعد بجامعة عين شمس تخصص حضارة يونانية، وتخصصى الدقيق مسرح قديم، كما كنت مسئولاً عن الأنشطة الطلابية بالجامعة، ولى مئات الندوات والمسابقات والأنشطة الثقافية بالجامعة، وأعمل مع المجلس القومى للترجمة منذ أكثر من 6 سنوات، ولى أربعة أعمال مترجمة صدر منها ثلاثة أعمال بالفعل.

د. حاتم ربيع لـ«الوطن»: ذاكرت اللوائح قبل المنصب.. وهيئة تحرير لضبط النشر
حدثنا عن كواليس اختيارك لرئاسة المجلس.

- تلقيت اتصالاً غير متوقع من هاتف أرضى، وكانت الساعة تقارب السادسة، وكنت قد أنهيت عملى للتو، ثم عاود الرقم الاتصال وقمت بالرد، ووجدت سكرتارية مكتب وزير الثقافة يخبرنى أن الوزير يود الحديث معى، وتحدثت مع الأستاذ حلمى النمنم الذى طلب منى الذهاب لمقابلته، وبالفعل ذهبت فى اليوم التالى ولم أكن أعرف سبب المقابلة، ووقتها قال لى الوزير إنهم يعملون على اختيار بعض الكوادر الشابة لتولى المناصب القيادية بالوزارة، وطلب أن أوجد معه، وكان ردى: «ماعنديش أى مشكلة»، وتوقف الموضوع لمدة. وبعدها قام بالاتصال بى بعد 4 شهور ليخبرنى «أنت مرشح لمنصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، عندك مانع؟»، فأكدت أنه شىء يشرفنى، وسألنى عن خطتى للمجلس، ووقتها طلبت إمهالى 48 ساعة لإعطائه خطة مكتوبة كاملة لتطويره، وخلال تلك الفترة تواصلت مع العديد من المثقفين والأكاديميين والعاملين بالمجلس وأعضاء اللجان والعاملين بالحقل الثقافى، واطلعت على قوانين المجلس ومشكلاته والمعوقات، وبعد 48 ساعة قدمت للوزير خطة ترتكز على ثلاثة محاور، هى أوجه القصور والمعوقات، ومقترحات التطوير، وآليات التنفيذ. وبعد أسبوع صدر القرار بتولى أمانة المجلس. وتضمنت الخطة المشكلات وحلولها وكيفية تطوير المجلس والاستفادة منه بالشكل الأمثل، وتناقشت مع الوزير فى بعض القضايا ومشكلات المجلس الأعلى للثقافة والإصدارات.

وهل كنت على دراية بالمجلس قبل تولى المنصب؟ وهل اختلفت الرؤية قبل وبعد توليك المنصب؟

- بالطبع، كما أننى «ذاكرت» لوائح المجلس الأعلى للثقافة بالمعنى الحرفى من قوانين اللجان ومؤتمرات دورية ومشكلات وما رأيته فى المجلس قبل تولى المنصب يختلف عما عشته وما وجدته.

المجلس لا يضم سوى ماكينة تصوير واحدة وبروتوكولات الوزارات «ورقية» ونسعى لتفعيلها.. وتعاقدنا على 1800 كتاب لم تطبع رغم حصول المؤلفين على مستحقاتهم.. والإعلان عن جائزة النيل أكتوبر المقبل
تحدثت عن معوقات العمل داخل المجلس، فما هى، وما استراتيجية العمل خلال الفترة المقبلة؟

- إذا تحدثنا عن استراتيجية لعلاج أوجه القصور وآليات التنفيذ، فإن العمل يتم على أربعة محاور، الأول هو هيكلة المجلس من موظفين، من المفترض أن يكونوا على درجة عالية من الثقافة ومؤهل بشكل خاص، وبدأت بالفعل فى العمل على تطوير الموظفين وما زلنا نعمل، والمشكلة الثانية التى كانت إحدى المشاكل اللوجستية الرئيسية التى واجهتها فى المجلس الذى يضم عشرات الموظفين واللجان والمؤتمرات أنه لا يوجد به سوى ماكينة تصوير واحدة، كنا نمتلك ماكينة واحدة بمكتب الأمين العام وكان الموظفون يصطفون لتصوير بضع وريقات، وإذا ما تعطلت يتوقف العمل، لذا طلبت 9 ماكينات، وتعمل الآن 9 ماكينات رقمية. والمشكلة الأخرى هى ورق التصوير، وقمت بالتعاقد مع شركة وشراء طلبية سنستلمها قريباً، هناك مشكلة أيضاً تتعلق بعدم وجود شبكة إنترنت بالمجلس الأعلى للثقافة وكأننا خارج الزمن، كما أن الصفحة الخاصة بالمجلس لا تعمل بكفاءة، لذلك عند تولى المنصب قمنا بعمل صفحة خاصة بالمركز الإعلامى للمجلس على موقع التواصل الاجتماعى، والموقع محدث ويعمل بشكل يومى.

هل ترى أن المجلس الأعلى للثقافة يقوم بدوره المنوط به الذى أنشئ له طبقاً للقانون الصادر فى الستينات بأن يكون المجلس هو من يضع السياسة الثقافية لمصر؟

- كل أمين للمجلس كان يقوم بدوره وكل شخص له بصمته، وأنا أعتقد لو أن كل أمين وضع الاستراتيجية الخاصة به كان المجلس سيكون فى شكل أقوى وأفضل من ذلك، ويجب أن نفكر خارج الصندوق، فهناك مشروعات كبيرة نفكر فيها بدأنا بالفعل بالعمل فيها.

لكن هناك مشكلة فى مخازن الكتب وتوزيع إصدارات المجلس الأعلى للثقافة؟

- عند قدومى وجدت المجلس متعاقداً على 1800 كتاب ولم يتم إصدارها أو طبعها، والمشكلة إرث قديم وإشكالية ضخمة، ومشكلة أخرى وهى التخزين لأننا نمتلك مخزناً واحداً فواجهت مشكلة إصدارى لكتب جديدة والتسويق، فبدأت بعمل خطة للتسويق.

ما محاور خطتك لتسويق الكتب المكدسة بالمخازن؟

- الكتب التى مر عليها فترة طويلة يمكن أن نستفيد بها أو نقدمها هدايا للمدارس، أيضاً الكتب التى مر عليها 5 أو 10 سنوات يمكن أن تقدم لطلبة الجامعات بتخفيض 50% أو 70%، وقد يصل لـ90%، يجب أن نقوم ببروتوكولات مع دور النشر الخاصة، وهناك بروتوكولات كثيرة للمجلس غير مفعلة، وتفعيلها هو المشكلة، هناك بروتوكول مع مؤسسة الأهرام يجب الاستفادة منه، كما يجب أن تكون هناك منافذ بيع للجامعات، واجتمعت مؤخراً مع رئيس جامعة عين شمس وتم الاتفاق على ذلك.

نواجه الإرهاب بمسابقة إبداعية بـ5 آلاف جنيه.. وفخور بمؤتمر الشباب لأنه تجربة مختلفة.. وعدم وجود اهتمام بالصعيد وشبابه المثقف والمبدع من أبرز شكاوى المثقفين الجنوبيين
وهل هيئة التحرير ستراجع الكتب قبل الموافقة على نشرها؟ وهل ستضع ضوابط على الموضوعات؟

- دعونا نوضح نقطة فى البداية حتى لا يلتبس الأمر، هيئة التحرير ليس لها علاقة بحرية الإبداع، ليس لدينا أى قيود على الإبداع، ولكنها ستتولى الكتب لإصدار الأهم فالمهم، وإذا كانت هناك أى كتب تسىء للدولة فسيخبروننا بذلك، فمثلاً لو هناك كتب تسىء للمؤسسة العسكرية أو الأزهر فلا يمكن إصدارها بالطبع، وأى شخص يعبر عن رأيه باحترام فأهلاً به.

هناك كتب تم تسليمها ومر عليها أكثر من المدة القانونية والكاتب أخذ مستحقاته ولم يتم نشرها.. فماذا عنها؟

- الموضوع كبير وشائك، ويحتاج لوقت كبير، وبالفعل بدأت بنشر الكتب، وتم نشر 10 كتب منذ تولى المنصب، وخلال الشهر المقبل سيكون هناك 10 كتب أخرى، وسيتوالى النشر بشكل دورى.

وهل ستتم محاسبة المقصرين؟

- الأمر عشوائى، لذلك شكلت هيئة التحرير التى يجب أن تضم مصحح لغة عربية أيضاً.

ماذا عن استحداث جائزة جديدة لتكريم المثقفين العرب؟

- هى جائزة خاصة، تسمى بجائزة النيل للإبداع العربى وقدرها نصف مليون جنيه، وستكون فى الفروع الثلاثة: العلوم الاجتماعية والفنون والآداب، وستكون للشخصيات العربية، ويجب أن يكون هناك منتج حقيقى للحصول على الجائزة وسيتم الإعلان عنها شهر أكتوبر المقبل.

هل ستستطيع تلك الجائزة الصمود فى وجه جوائز ذات قيمة مالية مرتفعة مثل جوائز الشيخ زايد والبوكر؟

- من الناحية المالية قد لا تنافس، ولكن أى جائزة من مصر لها قيمة خاصة لأنها من مصر أرض الأدب والفنون والتاريخ، وستكون بنفس التصويت الإلكترونى وعن طريق نفس اللجان وسيبدأ التسويق لها الشهر المقبل.

ماذا عن تفعيل توصيات المؤتمرات التى أصبحت كما تقول «مؤتمرات ورقية» بتوصيات صورية وخاصة المؤتمر الأول للشباب والخطاب الثقافى؟

- لا أريد أن أنسب الفضل لنفسى، ولكن لأول مرة فى المجلس يكون لدينا مؤتمر وتوصيات، حدث ذلك فى مؤتمر الشباب وتجديد الخطاب الثقافى ثم قرار إنشاء لجنة لبحث التوصيات وهى فكرة وليدة اللحظة، نحن خرجنا بـ32 توصية من المؤتمر، واللجنة دورها متابعة تنفيذ التوصيات شهرياً. نحن نقوم بمؤتمرات عديدة ولكنها أشبه بالمؤتمرات الخرافية بسبب عدم متابعة أو تنفيذ التوصيات.

يظهر فى حديثك حالة من الفخر بهذا المؤتمر تحديداً، رغم كثرة أنشطة المجلس؟

- فخور وسعيد جداً لأنه أول مؤتمر من نوعه ينفذه المجلس الأعلى للثقافة، وأول مؤتمر فى وزارة الثقافة يربط بين الشباب والوسط الثقافى، والمؤتمر كان ناجحاً بنسبة كبيرة جداً وكنت سعيداً بهذه الحالة، وتعمدت النزول مع الشباب بنفس الفندق، وأمضيت معهم فترة المؤتمر كاملة، وحضرت كل الجلسات.

ما أبرز شكاوى شباب الصعيد فى الجانب الثقافى؟

- عدم وجود اهتمام بالصعيد وبشباب الصعيد المثقف والمبدعين والشعراء فى الصعيد.

وهل هناك خطة لمواجهة تلك المشكلة؟

- من خلال التوصيات سنحاول إلقاء الضوء على قطاع الصعيد وتنمية الصعيد ثقافياً عن طريق الندوات، لكنى لا أحب التفكير التقليدى وأفضل طرح أفكار من خارج الصندوق.